رغم التسليم النسبي بالإيجابيات قصيرة المدى لثورتي الاتصالات والمعلومات، والمتفائلة بشأن تحديث مجتمعات دول العالم الثالث- ومنها مصر والدول العربية- التي طالما صنفت بأنها دول غير ديمقراطية، إلا أنه لا يجوز أن نظل كأكاديميين عرب أسرى الصورة الغربية المثالية للتكنولوجيا، بوصفها من حرر الشعوب العربية من الاستبداد، وفتح لها نوافذ الحداثة والتقدم، متجاهلين حقيقة أن التأمل الجاد للمشهد السياسي المصري والعربي الراهن، يقودنا إلى خلل عميق في استخدام أدوات الديمقراطية الغربية في مجتمعاتنا، ومنها وسائل الإعلام الاجتماعية؛ حيث اصطبغت خصوصية تطبيقها في مجتمعاتنا بخصوصية ثقافتنا، لتتحول إلى أداوات ديمقراطية في مجتمعات غير ديمقراطية، مجرد استخدامات شكلية لترسيخ نفس السلبيات الثقافية، كالرؤية الكلية الشمولية، والإيمان المطلق بالحقائق، والتعصب ورفض الآخر والاستهزاء منه ... إلى أخره من المظاهر السلبية، التي يزخر بها المجتمع المصري الآن والتأمل الأكثر تعمقًا، يكشف لنا عن خلل أخطر، يختبيء في طبيعة هذه التكنولوجيا الوافدة ذاتها، فشبكات التواصل الاجتماعي، التي انتشرت في مجتمعنا مُؤخرًا، قد لا تكون أدوات متوافقة كلية مع فكرة الديمقراطية ذاتها، بل كثيرًا ما تجنح نحو التحرر من كافة الضوابط الأخلاقية والمهنية في نشر الأخبار والمعلومات، على نحو يؤدي إلى تنمية الانقسامات الاجتماعية والاستقطاب السياسي

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-80146-2

ISBN-10:

3330801468

EAN:

9783330801462

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

إيمان محمد حسني عبد الله

عدد الصفحات:

92

النشر في:

17.10.2016

الصنف:

Media, communication