صناعة التميز وتنمية المهارات العسكرية للجند في ضؤ السنةوالسيرة النبوية

مثّل العصر النبوي قمة العصر الإسلامي وحضارته, ففيه تبلورت هوية الأمة, وتشكّلت سلوكياتها, ووضحت معالمها, وتحددت أهدافها؛ إذ كان معلم الأمة- صلى الله عليه وسلم- على صلة مباشرة مع الوحي؛ فطفق يعلم الأمة ويوجهها، فكانت فترة تربوية تم فيها بناء المجتمع في كافة الأصعدة والمجالات العقائدية والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية, والعسكرية. وبناءً على ذلك فإن كل ما صدر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الأقوال والأفعال والقيم والعادات والقوانين والمفاهيم والمصطلحات والأحكام والضوابط تُعد أصلاً من أصول الدين الإسلامي, ومصدراً من مصادره,كما يشكّل هذا العصر مقياساً ومرجعيةً لكل عصور الدول الإسلامية به تقاس, وإليه يُرجع, لهذا يُشار إلى هذا العصر بالبنان, تهوي إليه الأفئدة, وتتطلع إليه الأنفس للوصول إليه أو على الأقل للاقتراب منه.يرجع السبب في اختيار موضوع صناعة التميز وتنمية المهارات العسكرية للجند في في السيرة والسنة النبوية هو إيمان من الباحث بخدمة الإسلام خاصة والمسلمين عامة في هذا الجانب, نتيجة لما أصاب الأمة من تدهور وانحطاط والتفكك في المجال العسكري والتربية العسكرية, الناتج عن ركودها في هذا الجانب, والانقسامات في صفوف جيشها, ولعل السبب – من بين عدة أسباب- وهو فشلها الذريع في إعداد الجُندية.فرغم محاولاتها المتعددة والمتكررة والخجولة لإعداد الجُندية إلّا أَن هذه المحاولات باءت بالف