بلاد الزّاب من الفتح الإسلامي إلى منتصف القرن 5 الهجري/11ميلادي

كان للزاب الرّيادة في إفراز الممالك والدول بإفريقية وببلاد المغرب وذلك بفضل جملة من الدعائم منها موقعه وسط بلاد المغرب الذي يجعله مطلا ومطّلعا على التطورات السياسية للمنطقة فيضمن له ذلك تحديد تموقعه في تسيير الأحداث وقد وامتاز مجاله بالتمدّد والتقلّص حسب قوة الدولة و ضعفها، كما أن طبيعته الجغرافية الممتدة على الواحات جنوب الأوراس كانت ملائمة لتنامي تحركات القبائل البربرية بعيدا عن سلطان الدولة، وكذلك تركيبته القبلية القوية المتكوّنة من زناتة وكتامة وصنهاجة جعلت منه منطقة مؤثرة في تسيير الأحداث بافريقية وكافة بلاد المغرب.وقد تجسّدت أهمية الزاب ودوره المحوري في أنّه مثّل دعامة الدول المستقلة، فأعتمد الأغالبة والفاطميون والصنهاجيون على قوة عصبية القبائل البربرية بالزاب لنصرة دعوتهم وإقامة ملكهم. وحاولوا فهم التوازن القبلي بالمنطقة واستغلاله في بسط نفوذهم ببلاد المغرب،لكن في مقابل ذلك تأبى قبائل الزاب الخضوع لسلطة الدولة المركزية، فكانت البلاد بين واقع الاضطرابات وتحدّيات الاستقرار.