التوظيف السياسي للهندسة الجينية

تسارعت وتائر التغيير والتطور في عالمنا المعاصر ، واكتسحت حضارة الانسان ثورة معرفية عارمة فتحت الحدود بين العلوم المختلفة فمازجت بين معطياتها . واليوم أضحت البشرية تسير بخطى متسارعة باتجاه فتح جديد في عالم الأحياء الجزئية بعد ان طوعت التقنية الحديثة لسبر أغوار ذلك العالم المترامي الأبعاد ، فكانت الهندسة الجينية أهم اكتشافاتها . وكلما توغل الانسان في مجال هذه الثورة الجينية الجديدة مستعينا بعلوم ومعارف اخرى كلما فتح افاقا واعدة للمستقبل ، وواجه بالمقابل تحديات جديدة بفعل ما تفرزه المغامرات والتجارب غير المحسوبة في عالم الهندسة الجينية . وعلى الرغم مما تقدم فقد ضل حقل السياسة النظري يتهيب دخول معترك هذه الموجة الجينية المتصاعدة في كل أرجاء المعمورة برغم انزلاق السياسيين لمواجهة مبكرة مع افرازاتها على الصعيد الواقعي . ومن هنا نبعت الحاجة الماسة لمد جسورالتواصل والتكامل بين حقول الدراسات الانسانية والعلمية تحت كنف السياسة ومن ثم سد النقص الحاصل في المكتبة السياسية ضمن هذا المجال، وذلك من خلال الإجابة عن تساؤل محوري مفاده : كيف يمكن تطبيق نتائجها في الميدان السياسي ؟ وقد جاءت هذه الدراسة لتدرك هدفا مؤداه :( السعي لتطويع معطيات الهندسة في الرقي والتقدم ، بعد مواجهة المعوقات التي تنتظرها على الصعد الأخلاقية والقانونية والفنية )