تحولت الدعوات الانفصالية، عبر العالم، إلى إيديولوجية متكاملة العناصر، يتم الترويج لها كآلية جديدة يعتمدها الاستعمار الجديد لتصفية الحساب مع تاريخ المقاومة، الذي أرغم القوى الامبريالية الكبرى على الخضوع لإرادة الشعوب المستعمرة. و لذلك، نجد هذه الدعوات تنتشر، بقوة، في علاقة بالامتداد الإفريقي-الأسيوي الذي كان مسرحا للحركات الاستعمارية. و في هذا السياق يحضر العالم العربي، في منظور الاستعمار الجديد، كخارطة متحركة لم يتم بعد رسم حدودها، فمنذ اتفاقية سايكس-بيكو التي قسمت العالم العربي على المقاس الاستعماري، منذ هذا التاريخ و المنطقة العربية تحت المجهر تواجه مخططات التقسيم. و ضمن هذا السياق، كان المغرب أكبر ضحية للمخططات الاستعمارية، قديمها و جديدها، فمنذ فرض السيطرة الفرنسية على الجار الجزائري سنة 1830 و استماتة المغاربة في الدفاع عن سيادتهم الوطنية و حماية حدودهم، منذ هذا التاريخ تحالف الاستعمار الاسباني مع حليفه الفرنسي لتقطيع المغرب و تجزيئه، كمرحلة أولى، لفرض السيطرة الاستعمارية الكاملة، فيما بعد . فقد فتت الاستعمار الفرنسي و الاسباني الوحدة الترابية (..) للمغرب الأقصى الذي بقي وحده صامدا في وجه الاستعمار إلى سنة 1912 رغم سقوط كافة الأجزاء الأخرى من المغرب العربي تحت الاحتلال الأجنبي، و لكن تمديد استقلال المغرب كان على حساب وحدته الترابية. و قد أدى المغرب ضريبة باهظة .

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-96834-9

ISBN-10:

3330968346

EAN:

9783330968349

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

إدريس جنداري

عدد الصفحات:

112

النشر في:

11.05.2017

الصنف:

General Social sciences