نثر المعري

يعد النقد الثقافي الأحدث في مجال التفكير النقدي في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد تمخضت التيارات والاتجاهات النقدية في عالم ما بعد الحداثة فأنتجت النقد الثقافي الذي يرتكز بشكل واضح على مبادئ ما بعد الحداثة التي ترفض عقلية الحداثة وتثور على كل معطياتها الغيبية، فنجد النقد الثقافي معنيا بـ( التنوع، اللامركزية، التفكيك، اللعب، الحدود المفتوحة ، الهامش، المركز، نقد الخطاب، السطح، النسق، الجنس المتنوع...) وبذلك يكون النقد الثقافي الابن الشرعي لعالم ما بعد الحداثة. وقد جاء ليسد النقص الذي تعاني منه المناهج والتيارات النقدية السابقة له والتي تركز إما على الداخل أو الخارج فقط، فالنقد الثقافي معني بالربط بينهما من دون أي تصادم في المبادئ والأفكار الخاصة بهذه الاتجاهات النقدية. وقد ركز هذا العمل على شخصية مهمة في تأريخ الأدب العربي الا وهو المعري بما يتعلق بنثره-موضوع العمل- ولم يكن عملنا مشابها لافكار الغذامي التي تقتضي الكشف عن النسق المضمر عن طريق النسق الظاهر بل ربطنا الظواهر النثرية عند المعري بما يدور حوله وبالمؤثرات السياسية والاجتماعية والدينية التي اسهمت في تكوين شخصية المعري، أي حاولنا كشف الثقافة الكامنة خلف نصوص أبي العلاء المعري.