تفسيرالسياسة الفرنسية تجاه العراق (1991-2003): مقاربة نظرية

تكاد تجمع الدراسات التي تناولت موضوع السياسة الفرنسية تجاه العراق على خصوصية المواقف الفرنسية تجاه تطورات المسألة العراقية على وجه مقارن مع دول غربية أخرى، لكن هذا الإجماع يؤول تدريجيا نحو التضاؤل إذا ما تعلق الأمر بمحاولة إيجاد تفسير موضوعي لها؛ إذ غالبا ما يتنحى الاستحقاق العلمي جانبا فاتحا المجال أمام التحليل الذاتي الأقرب للتبرير الأيديولوجي، فتضمر في ضوء ذلك محاولة الإجابة الموضوعية عن بعض الأسئلة الجوهرية. الهدف المركزي لهذه الدراسة هو محاولة تجاوز النقص السابق، بتقديم مقاربة أكثر حيادية؛ تلك المرتكزة على النظرية؛ فالنظرية يمكن أن تكون أكثر وسيلة حيادية للبحث والتحقيق؛ بما يتيح للباحث وضع مقولات مؤصلة، صياغات جديرة، وتفسيرات أكثر دقة وعمقا. وعلى ذلك، فالدراسة تعنى بمحاولة إيجاد تفسير لما بدا أنه سلوك "استثنائي" للسياسة الفرنسية تجاه العراق للفترة بين1991 و2003. لأجل ذلك، فإن منهجية الدراسة تتخذ من السياسة الخارجية الفرنسية تجاه العراق كمتغير تابع تشكله مجموعة من المتغيرات المستقلة هي القوة، المنفعة، والهوية كما تقترح نظريات السياسة الخارجية ذلك. إن هذه الدراسة موجهة أساسا لفائدة طلبة العلاقات الدولية، من حيث أنها تستهدف تقديم دراسة حالة لفهم كيف تعيننا النظرية على فهم الواقع الدولي، كما أنها ترموا أن تكون مفيدة لصناع القرار في تلخيص تعقيد السياسة لدولية في قالب نظري ميسر.