القرآن ودلالات المفاهيم

ساهمت جملة من الآفات، مع عوامل أخرى بنيوية وظرفية، في تَغييب أو إقصاء الدلالات الموضُوعية والمُتعالية لمفاهيم نُصوص القرآن. وفي أحيان أخرى، تمَّ ربط دلالات مفاهيم نصوص القرآن، بما هو سائد في أزمنة التأويل المذهبي التَّرسيمي، مما ضَعّف أمر فك ارتباطات نصوص القرآن ودلالاتها بما هو مُحايث، في مُختلف أزمنة التأويل في تاريخ الفكر الإسلامي، وجعل أيضاً نصوص القرآن الجَليلَة، تَفقد معياريتها وتعاليها المُطلق؛ بحيث إن كل من رام وجود ما يعزز ما هو عليه من قبليات مذهبية أو تاريخية، إلا ووجده في النص القرآني، من خلال ما يتوسل به من مناهج وآليات مأصولة أو منقولة أو مُجترحة خارجيّة مُحمّلة. لذا فإن الدراسة منهجيّاً تقصد رأساً نحو بناء دلالات مفاهيم نصوص القرآن الحكيم؛ بحيث اتبعت كلية منهجية قائمة على سمي ب"منهج القراءة الموضوعية/التوحيدية النسقية"، من خلال الاجتهاد في سبيل تحرير دلالة "الاستعمال الموضوعي النصي" للمفهوم، بعيداً عن دلالة "الاستخدام التوظيفي التأويلي". لذلك، جاءت الدراسة بهذا العنوان: "القرآن ودلالات المفاهيم، بين: دلالة الاستخدام التوظيفي التأويلي وتحرير دلالة الاستعمال الموضوعي النصي نحو منهج توحيدي لقراءة مفاهيم نصوص القرآن".