كتابات اقتصادية عربية

يضم هذا الكتاب بين دفّتيْه شهادة و وثيقة؛ أو فلنقلْ إنه بذاته شهادة ووثيقة. فأما الأولى فلأنه يمثل رؤية "شاهد على العصر"، كما يقولون: العصر العالمي والعربي في آنٍ معا. فقد توفرت لكاتبه فرصة المعرفة النظرية، عبر مدى زمني ممتد نسبيا، و المعرفة التجريبية إلى حدّ ما، في حقل التخصص الدقيق، الاقتصاد السياسي الدولي، وما تصاحبه من تدفقات تكنولوجية على الصعيد العالمي. ويزعم الكاتب أنه، في هذا المجلد، قد قدم ما يمكن ان يعتبر "عصارة فكرِهِ"، حسب التعبير الشائع، مما يمثل لحظة " التبلور الذهني" عبر منحنى التطور العلمي للباحث. إن هذه "الكتابات" قد مثلت مصدر الوحي لمؤلفها طوال السنوات العشرة الأخيرة تقريبا، في ميدان الاقتصاد السياسي والاجتماعي، ومن هنا استمدت أهميتها ك"شهادة". وأما أنها تعتبر "وثيقة" أيضا، فلأنها، كما يدّعي كاتبها، رسمت ملامح مقترحة لأسانيد "قرار الاتهام" الذي أفصحت عنه "الجماهير العربية" وخاصة في فترة ديسمبر-يناير(كانون الأول-كانون الثاني) من عام 2011 الفريد في بابه على كل حال، لا سيما في تونس ومصر واليمن، بنوع خاص. هي "وثيقة إدانة"، إن شئت، ل (الواقع العربي الفاسد)، و نأمل أن رسالتها العامة كانت واضحة بقدر كافٍ إلى حدّ معقول.