الاستيطان في سِفْرَيْ يَشُوع والقضاة وأثره في الفكر الصهيوني والتعليم

تبحث الدراسة مدى تغلغل العهد القديم وأفكاره في الحركة الصهيونية وكيانها السياسي، وذلك من خلال دراسة واحدة من أهم القضايا المعاصرة، وهي قضية الاستيطان الصهيوني في فلسطين. ومن هنا، تهدف الدراسة إلى تعرف مسألة التأصيل العقدي للحركة الصهيونية، في اعتمادها على العهد القديم، بتأويلات حديثة، تخدم الهدف الذي يرنو إليه مفكروها. وفي هذا الإطار، تسعى الدراسة إلى تبيان مشكلة الاستيطان قديمًا، من خلال عرض ماهية الاستيطان كما ترد في سفرَي يشوع والقضاة. وذلك بهدف تعرُّف الصورة التي كان عليها الاستيطان في ذلك الوقت، من أجل الانطلاق منها نحو إيضاح الأثر الذي خلفه الاستيطان قديمًا على الاستيطان في العصرين الحديث والمعاصر. ومن ناحية أخرى، تحاول الدراسة تبيان التوظيف الصهيوني للعهد القديم عمومًا وسفر يشوع خصوصًا، من خلال بحث الأيديولوجية الخاصة بأحد أكثر زعماء الحركة الصهيونية تحمسًا للعهد القديم؛ ألا وهو "دافيد بن جوريون". وذلك لتعرُّف مدى تأثر بن جوريون بيشوع من الناحيتين الفكرية والعملية. كما تهدف الدراسة أيضًا إلى بحث كيفية نجاح الكيان الصهيوني في الحفاظ على استمرارية الاستيطان على أرض فلسطين، عن طريق تدريس سفر يشوع في التعليم الابتدائي؛ بهدف تصدير جيل من النشء، يكون على يقين بحقه (المزعوم): التاريخي والديني في فلسطين؛ وبالتالي لا يجد رادعًا أخلاقيًّا أو إنسانيًّا للحيلولة دون إبادة الفلسطينيين.