الجن وعلاقتهم بالإنس (دراسة في ضوء الكتاب والسنّة)

لعل التصور عن طبيعة العلاقة بين عالمي: الجن والإنس يخفى على كثير من الناس في الوقت الحاضر، بل ربما كان هذا التصور تغلب عليه الخرافة أحياناً كثيرة من قبل بعض الناس، وفي الوقت نفسه تُقابَل هذه العلاقة بالجحود والإنكار، والتطاول على الأدلة من كتاب اللـه تعالى وسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام، بدعوى أن العقل لا يقبل مثل هذه العلاقة، من قبل فئة أخرى من الناس. وقد كثرت الكتابات في الوقت الحاضر عن عالم الجن، وعن طبيعة علاقتهم بالإنس، كما كثرت الندوات والمحاضرات، والتطبيقات العملية، التي تبين التأكيد على هذه العلاقة بين العالمين، أو تنفي هذه العلاقة، وذلك عبر ما نشاهده عبر الفضائيات، واحتدم الجدال بين المقرّين بهذه العلاقة وبين المخالفين، وكلٌ يدلي بدلوه، ويقدم حجته.. ولمّا كان هذا الموضوع يحتاج إلى بيان وإيضاح، يضع الحق في نصابه؛ فقد دعت الحاجة إلى الكتابة في هذا الموضوع، إحقاقاً للحق، بعيداً عن التعصب، وفي الوقت نفسه بعيداً عن التطاول على نصوص الوحي.