الْتَزَمَ أَكْثَرُ النَّحْوِيِّينَ –بَعْدَ سِيبَوَيْهِ- إِخْرَاجَ بَعْضِ صُوَرِ البَدَلِ مِنْ بَابِ البَدَلِ بِحُجَّةِ أَنَ الصِّنَاعَةَ تَأْبَى إِحْلَالَهَا مَحَلَّ المَتْبُوعِ، فَابْتَكَرُوا نَوْعًا مِنَ التَّوَابِعِ سَمَّوْهُ «عَطْفَ البَيَانِ»؛ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ كُلُّ مَا يَجْرِي عَلَى المَتْبُوعِ، وفَرَّقُوا بَيْنَهُ وبَيْنَ البَدَلِ مِنْ عَشَرَةِ أَوْجُهٍ، واسْتَنَدُوا فِي التَّفْرِيقِ إِلَى أَدِلَّةٍ لَمْ تَصْمُدْ عِنْدَ عَرْضِهَا عَلى المَعْقُولِ والمَنْقُولِ؛ فإنَّ تَصْحِيحَ عَطْفِ البَيَانِ - في تِلكَ الصُّورِ- دُونَ البَدَلِ لم يَقُمْ عَلى دَلِيلٍ ولَا تَعْلِيلٍ يَفْرُقُ بَينَ البَابَينِ، وذَلِكَ أَنَّ تَعْلِيلَ امْتِنَاعِهَا في بابِ «البَدَلِ»، دُونَ تَعْلِيلِ جَوَازِهَا فِي بَابِ «البَيَانِ» لَيْسَ حَلًّا، وَهُمْ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَجْعَلُوا عَطْفَ البَيَانِ مَنْظُورًا فِيهِ إِلَى اللَّفْظِ، ولَا إِلَى المَحَلِّ، وقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ مَا قَرَّرُوهُ- مِنْ كَوْنِ الإِبْدَالَ عَلَى نِيَّةِ تَكْرَارِ العَامِلِ أَوْ نِيَّةِ طَرْحِ الأَوَّلِ- لَمْ يَزِدْ عَلَى كَوْنِهِ دَعْوًى بِلَا دَلِيلٍ، فَكَانَ ذَلِكَ إِعْلَانًا بِالعَجْزِ عَنِ بَيَانِ كُنْهِ عَطْفِ البَيَانِ. نَعَمْ، لَا يُنْكَرُ أَنَّ لَهُمْ مُحَاوَلَةً جَيِّدَةً فِي الخُرُوجِ مِنَ المَأْزِقِ؛

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-79628-7

ISBN-10:

3330796286

EAN:

9783330796287

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

عبد العزيز البجادي

عدد الصفحات:

52

النشر في:

05.01.2017

الصنف:

Classical linguistics / literature science