عقد الإيمان وصفات المتعاقدين

سلسلة (من أدب القرآن الكريم) صدر منها الحلقةُ الأولى بعنوان «نداء المؤمنين في القرآن الكريم»، وهي دراسة عُنِيت بدراسة الآيات القرآنية التي بدأت بنداء المؤمنين، واستهدفت تحليل غاياتها واستيضاح مقاصدها ومراميها، للوقوف على جماليات الأداء الفني في القرآن الكريم، من حيث الأداء الشكلي اللفظى، وما اشتمل عليه من دلالاتٍ ورؤى وأفكار. وهذه هي الحلقة الثانية من تلك السلسلة بعنوان «عقد الإيمان»، وقد رأيتُ إصدار هذه الحلقة الثانية لأستكمل بها صورة المؤمنين التي بدت ملامِحُها في الحلقة الأولى، ولنتابع الوقوف مع المؤمنين في زاوية أخرى من زوايا الإيمان؛ من خلال استعراض الالتزامات التي اشتمل عليها العَقْدُ الْمُبْرَم بين المؤمنين وخالقِهم _جلَّ جلالُه_ الذي اشترى منهم _بموجبه_ أنفسَهم وأموالَهم، على أن تكون لهم الجنةُ جزاءً لهم في مقابل ذلك. فما مقتضيات هذا البيع؟ وما شروطُ هذا العقد والتزاماتُه؟ وإلى حد يلتزم المتعاقدون به؟ وما صفات المتعاقدين ومنازلهم؟ وما الشروط الواجب توافرها فيهم حتى ينالوا شرف وصفهم بالمؤمنين؟ ذلك ما تعتني به هذه الدراسة فى نظرٍ تأملي، وفكر تحليلي، واستنباط منطقي، وأردتُ بها تقديمَ تصوُّرٍ لآثار الرؤية الفنية الأدبية التحليلية لبعض آيات القرآن الكريم؛ بغية الوقوف على إشكالية المفارقة بين ما أراده الله تعالى من المؤمنين فى كتابه، وما يقوم به المؤمنون واقعًا فى حياتهم.