يعد الاجتهاد الفقهي من أبرز معالم الشريعة الإسلامية ، به تكونت المدارس الفقهية المتعددة ، ومن خلاله ورثت الأمة ثروة فقهية ناضجة وكبيرة يحق للأمة أن تفخر بها وتعتز بعلمائها ، ولذلك ينبغي علينا أن نجعل منها سبيلا للتقارب كما هي في أصل تكوينها ، وليس وسيلة للتقاطع . إن الاختلاف في الاجتهاد الفقهي وفي فروعه التفصيلية حالة صحية في ميادين البحث والدراسة ، ومظهر رحمة وسماحة في هذه الشريعة ، ودليل حيوية وخصوبة في أحكامها ، وحافز لإعمال الفكر وشحذ العزيمة في الاستنباط والاجتهاد ؛ لمواكبة الحياة وما فيها من نوازل ومستجدات . لابد من الإشارة إلى أن فقهاء الأمة من الصحابة والتابعين كانت لهم آراء متعددة في فهم النصوص واستنباط الأحكام ، ولكن ذلك لم يؤد في يوم من الأيام إلى التباغض والتفرق ، في حين أننا نرى المتعصبين من أتباعهم اليوم أبوا أن يكون الاختلاف رحمة ، ورفضوا أن يكون تعدد الآراء علما وفقها ودراية ، فتشدد كل منهم في تحتيم تقليد مذهبه ، حتى وصل الخلاف والخصام بين مقلدي وأتباع المذاهب درجة خطيرة ، وتسبب في إجهاض نهضة الأمة وتشتيت جهودها وتفتيت وحدتها ؛ الأمر الذي يتطلب دراسة هذا الاجتهاد وطبيعته وإعادته إلى منابعه الأصلية في كونه سبيلا للتقريب والتوحد والتلاقي.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-79864-9

ISBN-10:

3330798645

EAN:

9783330798649

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

عبد الستار الهيتي

عدد الصفحات:

56

النشر في:

18.11.2016

الصنف:

Religion / Theology