اللون وحقوله الدلالية في الشعر الفلسطيني المقاوم

تعتبرالألوان من أکثر الأشیاء جمالاً وخصوبة في حیاة الانسان، فالألوان کما یقال لیست خطوطاً أو مسحات شکلیة خالیة من دلالات جمالیة وتعبیریة ورمزیة، أو أنّها صور تعبر عن موضوعات الحیاة وانفعالات الأدیب بها، بل هي بسطوتها علی الصورة الشعریة وعلاقاته الوطیدة مع الرؤیة الفنیة تمیط اللثام عن إحساس الشاعر وتقترن مع الدلالة الإشاریة لتولید دلالات ایحائیة واجتماعیة ودینیة ونفسیة ضمن السیاق لتشکیل لغة شعریة موحیّة.تنوعت الألوان وحقولها الدلالية في الشعر الفلسطیني المقاوم ، فهي لیست أحادیة الدلالة، فمعظمها طُبِعَت بطابع سیاسي ونضالي وراحت تتواجد بقوة في خضم المعرکة الدائرة بین الحق والباطل أي: بین الإنسان الفلسطیني المتجذر في أرضه منذ أن خلق الله الکون مع العدو المحتل الصهیوني البغیض. فلقد وجد الشاعر الفلسطیني المعاصر في الألوان طاقات تعبیریة متعددة ومثیرة ، فوظفها أسلوبیا ً في مزاوجات تخطت حدود الاستعاره إلی مناطق الشعور فراح یستکشف عالمها الرمزی المشحون بمشاعر وشحنات عاطفیة ذات صلة بواقعه الفلسطیني المریر فعمد علی تناغمها مع تجربته الشعریّة .وعمل علی امتصاص قدراتها التعبیریة الرمزیة في تجسید المقاومة الفلسطیني ضد المحتل الصهیوني.