نحو منظومة تشغيل نشطة في الدول العربية

يتحدد موضوع هذه الدراسة في "منظومة التشغيل فى الدول العربية، تحديات الواقع وأنماط الاستجابة". ولا شك أن هناك مخاطر جسيمة تحيط بالدول العربية من جوانب مختلفة، اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية؛ ولكن التحليل السليم للواقع يشير إلى أن " ما هو أسوأ" قد مضى، وأن انفراجة حقيقية توشك أن تبدأ. فمن الناحية الاقتصادية، تشير التنبؤات الخاصة بأسواق النفط إلى استقرار الأسعار مع ميل الى الارتفاع التدريجي نحو سيادة" السعر العادل" لهذه السلعة الاستراتيجية، بالإضافة إلى تنامى حركة التنقيب والاستكشاف والاستخراج للغاز الطبيعي في عدد من الدول العربية التى تعد تقليديا من قبيل الدول غير النفطية، وخاصة المطلة على ساحل البحر المتوسط. وتنبئ التطورات الاجتماعية إلى قرب استعادة تدريجية للدول العربية عامة لموقعها فى السوق النفطية. كل هذا يعطينا الأمل فى تملك الدول العربية لمزيد من الموارد الذاتية، بما يتيح توجيهها بقدر أكبر لعملية التنمية. تتأكد هذه الحقيقة من قرب عودة التعافي لمعظم الدول العربية التى تضررت بشدة خلال الأعوام الأخيرة، ، وكذا إحراز تقدم واضح فى مواجهة المخاطر المهددة للسلم الاجتماعي، وفى مقدمة هذه المخاطر: الفقر وجفاف موارد الدولة والإرهاب. هذه الظروف تتيح إمكانية واسعة لمباشرة العمل من أجل تحقيق الانطلاقة التنموية في الدول العربية.