الفلسفة والمدرسة قضايا معرفية وسيكوتربوية

تواجه الفلسفة في المجتمعات الثالثية مجموعة من الإشكالات من أجل أن تجد لها المكانة المستحقة، وترتبط هذه الإشكالات بمجموعة من العوامل ذات الطبيعة السياسية والثقافية بالأساس؛ فالعامل الثقافي يرتبط بطبيعة الثقافة السائدة الغارقة في التقليدانية، والتي تهمل كثيرا الانفتاح وتشجيع الإبداع وإعمال العقل. في حين أن العامل السياسي يرتبط بطبيعة الأنظمة الحاكمة التي ليس من مصلحتها خلق المواطن الإنسان الذي يستطيع التفكير بشكل حر لصالح ذاته ولصالح العالم. هكذا تجد الفلسفة نفسها محاصرة من ولوج الفضاءات العامة، مما يجعل حضورها مقتصرا على المجالات "الأكاديمية" المتمثلة في المدرسة والجامعة. في هذا المؤلف سنهتم بإثارة مجموعة من القضايا المعرفية والسيكوتربوية المرتبطة بالفلسفة داخل المجال المدرسي، لعل ذلك ينبهنا إلى بعض جوانب الخلل المرتبطة بهذا الموضوع. وتتوزع هذه القضايا على تصور المدرس للممارسة الفلسفية داخل المدرسة ومدى تأثير ذلك على التصور على العملية التعليمية، وأيضا طبيعة تصور التلميذ للفلسفة ولمدرسها مما يؤثر على مخرجات العملية برمتها.