قد لا نبالغ إن اعتبرنا الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه واحدا من أهرامات الفكر الفلسفي برمته. إذ استطاع أن يحدث ثورة في تاريخ الفلسفة، متوجها بنقده إلى مقولاتها ومفاهيمها وحقائقها، حيث كانت وسيلته إلى ذلك مطرقته، التي ترافقه أينما حل وارتحل، فوجهها صوب الميتافيزيقيا عامة والأفلاطونية خاصة. منطلقا من التشكيك في بداهاتها ومقولاتها، مفككا بنيتها، رافضا ثنائياتها، كاشفا وجهها التنميطي، معلنا ازدراءه لها، كونها تزييف وتشويه للحياة. كان نيتشه، إذن، السباق إلى افتتاح أوراش كبرى، في مجال الفلسفة، ورش مجاوزة الميتافيزيقا. وهكذا توجه إلى قلب القيم، وإعادة النظر في أصولها وأسسها، وطرح قيمتها للنقاش. فوجدت الأخلاق نفسها أمام فيلسوف لا يتقن لعبة النفاق والتملق. بل أمام فيلسوف يجيد لعبة القاضي. فتراه يصب غضب نقده وتساؤلاته العميقة، حول الحقيقة، مشككا في أكثر العقائد رسوخا، موظفا في ذلك منهجه الجينيالوجي الرامي إلى كشف أصول كل ما نعتقد أن أصله سام وراق، والتساؤل بعد ذلك عن قيمته. لقد كان لنيتشه فضل كبير على الفلسفة الفرنسية المعاصرة. وذلك ما يتبدى من خلال حضوره لدى كل من جيل دولوز، ميشيل فوكو؛ جاك دريدا. فكيف يحضر نيتشه لدى هؤولاء؟

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-84205-2

ISBN-10:

3330842059

EAN:

9783330842052

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

اسماعيل فائز

عدد الصفحات:

64

النشر في:

09.12.2016

الصنف:

Philosophy