حماية حقوق الانسان في منظمة المتحدة بين نظريتي التدخل الإنساني ومسؤولية الحماية

يتناول هذا المؤلف دور منظمة الأمم المتحدة في حماية حقوق الانسان، من خلال البحث في اختصاصات كل الأجهزة ذات العلاقة بالموضوع، فتم تناول الجمعية العامة ودورها واهمية قراراتها وقيمتها القانونية، وتضمن الكتاب لتغيرات التي أدت الى التحول الى مجلس حقوق الانسان بدلا من اللجنة التي لم تتمكن من تأدية مهامها لأسباب كثيرة تم تناولها تفصيلا في هذا الكتاب، بينما تم تناول دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في المصالحة الوطنية، الذي يقوم المجلس بدور ريادي فيها، لمساعدة الدول التي تمر بنزاعات او التي تنتهي منها في التحول الى حالة السلم والتصالح المجتمعي. بينما ركز المؤلف على دور مجلس الامن في حماية حقوق الانسان، فتناول دراسات تطبيقية على الدول التي تم استخدام القوة فيها "بذريعة" حماية حقوق الانسان، والتحول الى نظرية مسؤولية الحماية بعد ان اثبتت نظرية التدخل الإنساني، فشلها، ولا اخلاقيتها في التسعينيات من القرن الماضي. وفي الفصل الأخير من الكتاب تناول المؤلف دور محكمة العدل الدولية في حماية حقوق الانسان، وان كانت تؤدي دورا غير مباشرا الا انه قائم وله أهمية لا يمكن انكارها في حل النزاعات الدولية ذات العلاقة بموضوع حقوق الانسان، ووضع وترسيخ الكثير من القواعد القانونية سواء كانت قواعد عرفية او قضائية او اتفاقية. وأخيرا فلا بد من الإشارة الى ان الكتاب يمثل دراسة تحليلية معمقة لقضية حماية حقوق الانسان في مجلس الامن وأجهزة المنظمة الأخرى، وقد تناول الجانب النظري في القضايا المطروحة، فضلا عن الجانب التطبيقي، لما للدراسات التطبيقية من أهمية كبيرة في الفهم الكامل للموضوع ولمواكبة التطور القانوني في هذا الإطار.