عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في إعادة النظر في سياستها العسكرية، لتكون منسجمة مع الوضع الدولي الجديد الذي زالت منه المحددات الكبرى التي حكمته، والمتمثلة في الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي وزوال الأنظمة الدفاعية في أوروبا الشرقية. وفقدت هذه المحددات أهميتها في علاقات دولية أصبحت مبنية على شبكة من الترابطات المصلحية يحكمها عاملان: التعاون المتبادل من جهة، والثورة التكنولوجية من جهة أخرى، وكان لهذين العاملين دور في التقليل من أهمية الأمن العسكري لينتقلا إلى الأمن الاقتصادي. وعليه، كان لابد من إحداث تغيير في مبادئ العقيدة العسكرية والأمنية للولايات المتحدة لتكون أكثر تناسبا مع التحولات الأمنية الدولية، سواء على المستوى النظري أين عرف مفهوم الأمن إسهامات نظرية عديدة ومراجعة "توسيعية" بعد الحرب الباردة، أو على المستوى الميداني، وذلك بإسناد أدوار جديدة للأنظمة الدفاعية التي تغطي أغلب مناطق العالم، لتنفيذ مختلف السياسات التي تتبناها الإدارة الأمريكية، وقد ساهم هذا التغيير في إخراج منطقة البحر الأبيض المتوسط من دائرة النفوذ الأوروبي الذي يستند على مبررات تاريخية وجغرافية، لتشهد "دخولا" أمريكيا قائما على المنافسة غير المعلنة مع الاتحاد الأوروبي بحثا عن مكانة ضمن الترتيبات الأمنية التي تعرفها المنطقة.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-84826-9

ISBN-10:

333084826X

EAN:

9783330848269

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

عمــــــار بــــــالــــة

عدد الصفحات:

152

النشر في:

30.01.2017

الصنف:

Political science