التراكم الصوتي في قصيدة ما لنا كلنا جوى يا رسول للمتنبي

تعاين هذه الدراسة قصيدة المتنبي اللامية في مدح سيف الدولة معتمدة على التراكم الصوتي في إظهار النص والكشف عن معماريته وبنائيته في ضوء التفاعل القائم بين أجزائه. والتراكم الصوتي لونٌ من ألوان الإيقاع وعامل أساسيٌّ في قيامه؛ لأنّ الصوت يحمل في طياته إيقاعًا وجرْساً موسيقيًّا معينًا، وإذا تكرر على وفق نسق معيَّن أعطى لونًا آخر من ألوان الإيقاع والنسق بدوره ظاهرة تتضح من خلال التميِّز والتكرار. وتتجلى أهمية الدراسة التطبيقية للنص الأدبي –أيًّا كان نوعه شعرًا أو نثرًا- في الكشف عن وظيفة اللغة ودورها في صنع هذا النص، فالتحليل اللساني يكشف البنية اللغوية للنص عن طريق البحث عن الوحدات اللغوية، صوتًا وكلمة وجملة، ثُمَّ يربط كلّ هذه الوحدات والأجزاء بالدلالة العامة التي يحملها النص، وعليه فإنّ دراسة النص هدفها إضاءة الأسرار اللغوية وكشفها، وتفسير نظام بنائه، وطريقة تركيبه، وإدراك العلاقات فيه. وتعدُّ الدراسة الوظيفية للأصوات جوهر الدراسة الفونولوجية الحديثة، فللأصوات أثرٌ كبير في التعبير عن المعنى اللغوي للنص مهما كانت طبيعته؛ لأنّ صفة الأصوات ومزيتها هي المعيار الأساسي الذي يعتمد عليه الشاعر للتعبير عن غرضه المقصود، وهدفه المنشود، وهنا تتجلى أهمية الدراسة الوظيفية للصوت اللغوي في معرفة هذا الأخير في كشف معنى النص، واستخراج مضمونه ومحتواه، وكذا العلاقة التي تربط الصوت بالمعنى والمعنى بالصوت