يأتي هذا الكتاب في وقتٍ إستحكمت فيه حلقات الأزمة في السودان، حيث إكتملت عوامل تفكك مؤسسة الدولة وإنحسارها إلى مستوي حكم الفرد وصولاً إلى النتيجة الموضوعية، وهي فوضى دولة المليشيات. ذلك لأن المليشيات هي الحليف الأقرب إلى أي حكم شمولي، لإعتبار تعارض بنيته الشمولية مع المؤسسية والشراكة الديمقراطية في الحكم. أقول إكتملت عوامل الأزمة بحسب ما وصل إليه حال النظام والسودان الآن، فنظام البشير بعد أن إستعان بالمليشيات في تحكيم قبضته علي البلاد أوصلته المليشيات نفسها إلى النتيجة المتوقعة في نهاية النفق، حيث توزعت قبضة السلطة بين أيادي من إستعان بهم لإستدامتها. فقادة المليشات لا تنقصهم الأطماع وسوء التقدير بسبب متلازمة الجهل وذاتية المصالح. فهم " قادة المليشيات" بعد أن أحرقوا الأرض وما عليها وأزالو معالم الدولة والسلطة، أدركوا أنهم وعلى الرغم من تحقيق أهدافهم في القضاء علي أهلهم الذين تقاسموا معهم الأرض والمصالح لمئات السنين، إلا أنهم قد أحالوا حياتهم أنفسهم أيضا إلى جحيم وقد تحول الأقليم باكمله الي ساحة حرب وفقر وإنعدام خدمات كما عادت الدولة لتنازعهم عليه بإغراءات ومطالب جديدةٍ. وفي الجانب الآخر لفّ عمر البشير حول عنقه حبل المسئولية الجنائية الدولية عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبها بمعاونة قادة المليشيات. ولم يبق أمامه سوى الهروب الي الأمام بالتمسك بتلك المليشيات وإعادة تشكيلها وتسليحها .

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-85620-2

ISBN-10:

3330856203

EAN:

9783330856202

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

محمد بدوي

عدد الصفحات:

144

النشر في:

03.08.2017

الصنف:

Political science