وإذا كان هذا الكتاب يسلط الضوء على مجهودات الشيخين محمد الطاهر ابن عاشور وعبد الحميد ابن باديس في مجال التربية والتعليم، فإنه يتطرق كذلك إلى وضع التعليم في تونس والجزائر إبان فترة الإستعمار الفرنسي للبلدين، وتناول إيضا سيرة الشيخين، خاصة عوامل نبوغهما. يعتبر التعليم أهم أسس بناء الحضارات على مـرّ التاريخ، فلا غـرو أن يجعل مفكرو كل أمة أكبر همّهم ومبلغ جهدهم ينصبّ في هذا المجال. ومما رزئ به العالم الإسلامي في القرون الأخيرة، هو التهاوي الكبير لمستوى التعليم، وقد نتج عن هذا التخلف، وقوع المسلمين تحت براثن الاحتلال الغربي، الذي كان من سياساتـه في تركيـع سكان مستعمراته، السعي لزيادة تجهيـل شعوبها، وهو ما دأبت فرنسا على تطبيقـه في مستعمراتها ومنها الجزائر ثم تونس. على أن الشعـوب لم تستسلم أمام شناعة تلك السياسـات الرامية إلى فصلها عن أصلها، حيث شهدت أقطار المغرب العربي في النصف الأول من القرن 20ميلادي، نهضة علمية كان لها أكبر الأثر في إحياء هويـة هذه البلدان، ومن بينهـا تونس والجزائر اللتين كادتـا أن تنسلخـا من هويتهمـا، لولا جهود المصلحين الذين حملـوا على عاتقهم المحافظة على ما تبقى، وإحياء ما اندثـر وانصبّ عملهم حول إصلاح التعليم ونشره قدر المستطاع، وبلغوا في ذلك جهدهم وأفرغوا وسعهم، ومن بين هؤلاء الأفذاذ الشيخ ابن عاشور في تونس، والشيخ عبد الحميد ابن باديس في الجزائر.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-85825-1

ISBN-10:

3330858257

EAN:

9783330858251

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

محمد العيد قدع

عدد الصفحات:

116

النشر في:

20.04.2017

الصنف:

History