الظل والشجرة

يرصد هذا الكتاب صورة المجتمع الجزائري في القرن التاسع عشر من خلال كتابات مجموعة من الكتاب والرحالة الفرنسيين؛ الذي زاروا الجزائر وكتبوا عنها. وقد قسمت هذه الدراسة إلى أربعة فصول؛ خصص الفصل الأول للحديث عن الصحراء الجزائرية من الناحية الجغرافية والتاريخية وبعض مظاهرها كمنطقة جغرافية متميزة، ورؤية الرحالة الفرنسيين لهذه الرقعة وتعلقهم بسحرها وطبيعتها. أما الفصل الثاني فقد خصص للحياة الصحراوية وللبداوة خصوصا، كنمط حياتي متميز يشكل نظاما اجتماعيا منفردا، وبعض مظاهر الحياة الأسرية لدى المجتمع الصحراوي الجزائري وتركيبته في أبعاده الاجتماعية والثقافية واللغوية، أما في الفصل الثالث فقد تعرض للمظاهر الاجتماعية للمجتمع الصحراوي التي تجلت في كتابات الرحالة متطرقا إلى المظاهر الإيجابية في المجتمع الصحراوي وتلك القيم الاجتماعية التي تجعل من هذا المجتمع نموذجا متميزا في إنسانيته، وقد تجذرت بكيانه معالم الأصالة العربية ومقوماتها اللغوية والدينية والحضارية ومتمسكا بخصوصياته كالكرم وحسن الضيافة، معرجا على بعض المظاهر السلبية كالسحر والشعوذة وغيرها. وفي الفصل الرابع تم التطرق إلى المظاهر الثقافية التي ميزت هذا المجتمع الجزائري والتي شكلت مادة معتبرة في مدونات الرحالة الفرنسيين على اعتبارها أهم المظاهر التي ميزت الصحراويين ثقافيا وتمثلت هذه المظاهر في الزي والرقص والشعر والقصة الشعبية والموسيقى.