العدول ومقاصده في ديوان ابن خفاجة الأندلسي

يُمثّل النّص الإبداعي البناء اللّغوي الفنّي المتميّز بوقفاته الفريدة التي تتجلّى بتقنيّات مختلفة منها: "العدول" الذي احتفى به جهابذة العلماء القدامى والباحثون المحدثين فراحوا يؤرّخون له ويتقصّون أثره في اللغة الخالدة (لغة القرآن العظيم) طورا، وطورا آخر عقدوا مباحث طويلة لدراسته والوقوف على تمظهراته وتجلّياته في الأثر الأدبي وبخاصة الخطاب الشعري. فالشاعر لا يكفيه أن يلتزم بالوزن والقافية في قالب واحد، بل عليه تضمين هذا السبك "عثرات عدولية"، مادتـها الكُحل المثير ومضمونها معاني الحروف والكلمات والجمل من خلال صياغة تُـخالف القياس اللّغوي، أو تـخرج عن قواعده المألوفة في قوالب متعدّدة فيحذف بعض العناصر ويقدّم أو يؤخّر أخرى، وقد يلجأ إلى توظيف استعارات وكنايات وغيرها، بغية توضيح فكرة ما أو لإسقاط القارئ في فوّهَة غير متوقّعة، تعترض طريق قراءته، فلا يتجاوزها حتى يقف على الغايات والمقاصد الضمنيّة غير المباشرة تبعًا للسياقات والمقامات، وبالنظر لـحالة الأديب الشّعورية الانفعالية، فالعدول من مبنـى إلى مبنـى آخر يتمخّض عنه معان جديدة.