رابح زناتي

رابح زناتي (1877ـ1951) لم يحظ رابح زناتي، في حدود ما نعلم، بأي دراسة تناولت حياته و فكره. فقد وردت إليه بعض الإشارات، في بعض المراجع، يأخذ اللاحق منها عن السابق، و لا يضيف إليها شيئا جديدا يساعد الباحث على الإلمام بجوانب مختلفة من حياته و شخصيته، كإنسان مثقف فاعل في حياة الأهالي و في المستعمرة الجزائرية. أبرز ما كان يميز رابح زناتي صفة الإنسان المتعلّم الذي أخذ من المدرسة الفرنسية كل ما تقتضيه من التربية العمومية ، الأخلاق العلمية، اللائكية و الوعي السياسي الناضج الذي يحرص على سلامة المجتمع و الوطن. فكل ما كتبه في الجريدة صوت الأهالي التي أسسها في جوان عام 1929، يوحي فعلا بأنه شخص مثقف يستوفي شرط الفاعل في الحياة العامة، عندما تعني فكرة العمومية و المواطنة و مبادئ الفكر السياسي الحديث. فقد كان يتفاعل مع قضايا المجتمع الجزائري في صلتها بالوجود الفرنسي بشكل عضوي، في نفس السياق الزمني الذي طرح فيه المفكر الإيطالي غرامشي مفهوم المثقف العضوي.