بلاغة الصورة السينمائية

السينما هي فن الإخراج، وجمالية السينما ترجع بالأساس إلى جمالية الصورة السينمائية، نظرا لقدرتها على تحويل الواقع المصور، وتكييف الزمن، وتعداد زوايا النظر ورؤى الواقع، فمن جمالية تركز على الكتابة السينمائية، حيث يحتل كاتب السيناريو الصف الأول، إلى جمالية تركز على الإخراج السينمائي، حيث المخرج هو مؤلف ومبدع العمل السينمائي، كما تنص على ذلك الأدبيات الحديثة للسينما، وهو ما تجسد بعمق في النقلة التي عرفتها جمالية السينما مع الموجة الجديدة، التي تحتفي بالتجريب بوصفه خطابا مبشرا بثقافة مغايرة للسائد، يحكمها قانون التجاوز، ومشترطات الديمومة التطورية لحركية الفن. وهذا الكتاب عبارة عن دراسة نقدية تراهن على تقديم قراءة فاحصة لكيفية اشتغال الصورة في السينما الجديدة، بالوقوف على الأسس النظرية للخطاب، ثم تطبيقات هذه النظرية على نماذج إبداعية سينمائية حضر فيها هاجس التجريب.