ثقافة التسامح في القرآن الكريم والسنة النبوية وأثرها في مكافحة التطرف

لقد حاولت من خلال هذا الكتاب أن أثبت أن القرآن الكريم حقق كرامة الإنسان ووفر حرية الاختيار والمعتقد، وألحق الرحمة بالعالمين، بإشاعة العدل ومدافعة الظلم والفساد والعدوان، والإقرار بسنة التنوع، والاعتراف بحقيقة الاختلاف بين البشر، وأن لكلٍ وجهة هـو موليها، مما يبين دور هذه القيم القرآنية في تأسيس وتأصيل المشترك الإنساني، وتركيزها على القواسم المشتركة بين بني البشر. كما كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، فعله وقوله، تجسيدا وتجليا واقعيا وبيانا عمليا لقيم التسامح في القرآن الكريم، وكيفية التعامل معها، وتنـزيلها على واقع الناس. كما أكد الكتاب أن أصحاب النظريات المتطرفة، الموغلة في التشاؤم، يهدفون إلى تحويل العالم إلى نمط موحد متشابه تلغى فيه العدالة الإنسانية، والقيم الحضارية وثقافتها، وتذهب سدى، وهم بذلك يقفلون قيم الإسلام السمحة.