جمالياتُ التشكيلِ بالحرفِ الشعرُ العربيُّ في العصرِ العباسيِّ أنموذجً

يتناول هذا الكتاب الحروف الهجائية العربية: نشأة، وتسميةً، واستعمالًا ... ثمّ يُعرّج على جماليات توظيف الشعراء لها - على امتداد العصور الأدبية، ابتداءً من العصر الجاهلي، ومرورًا بعصر صدر الإسلام، فالأموي، وانتهاء بالعباسي- وفي نطاق إبداعهم الشعري من خلال الصورة الحسية المباشرة، التي يُراعي فيها الشاعر التوافق الشكلي بين المشبه والمشبّه به، التي ظهرت في توظيفهم للحروف بمجالات الغزل، والطبيعة، والمديح...أو من خلال الصورة المعنوية التي تسترفد روابط أخرى تتجاوز الإطار المألوف، وتنزاح إلى توظيفات جمالية يُعمّقها ثقافة الشاعر، وتوجّهه الفكري والديني، كما يتبيّن من توظيف الصوفية للحروف. وأظهر استعمال الشعراء لدوال الحروف الهجائية بُعدًا اجتماعيًّا للمجتمع العباسي فيما يخصّ جِدة بعض المقاييس الجمالية الحسية في الغزل، أو فيما يتعلّق بالمنحى الحضاري وتأثر العرب بالثقافات الأخرى... وقد ارتبط تناول الشعراء للحروف الهجائية بالحديث عن الكتابة وأدواتها، كما ارتبط من جانب آخر بذكر خصائص الحروف: اللغوية، والنحوية، والإملائية...أو عيوب نطقها؛ مما ينمّ عن سعة ثقافة الشاعر وتمكّنه من قواعد اللغة. وبصفة عامة، فالكتاب رحلة شيقة أحسب أنها نقبّت عن جانب بكر يحتاج إلى قراءات أخرى في التراث الشعري، خاصة في الفترة الزمنية التي أعقبت العصر العباسي.