البعد القيمي لنظام الزكاة في الإسلام

الزكاة تكررت في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين مرة؛ وجاء الأمر بها مقرونا بالصلاة ؛وهو ما يؤكد أهميتها ويبيّن أثرها. فهي نظام فريد شامل، ومؤسسة مالية لها وظيفتها الهامة في حياة المجتمع؛ من تحقيق التكافل الاجتماعي وإزالة الحسد والبغضاء وتطهير الأنفس وتنمية الخير عند الناس؛ والتأمين ضد العجز والكوارث والفقر؛ كما أنها تعين الدولة على تحقيق المصالح والمنافع العامة للمواطنين؛ وأيضا هي مورد مالي من موارد الدولة التي تساهم في تغطية كثير من النفقات التي يحتاجها المجتمع؛ كما أن مقاصدها الحِكمية لا ترتبط بالوظائف الاجتماعية فحسب بل تتعداه إلى ما يحقق للنظام المالي الإسلامي الحلول للمشاكل الاقتصادية؛ فربط نظام الزكاة بهذه الأسس والمقوّمات المالية؛ يبيّن أهمية تشريع هذه الفريضة ومقاصدها الخاصة والعامة. ولإماطة اللثام عن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تتحقق بتطبيق هذه الفريضة، خاصة في هذا العصر الذي أصبحت النظم المالية تمكن المجتمعات من تحقيق قوتها وفرض سيطرتها، آثرت أن أشتغل على هذه الدراسة، محاولا التأسيس لمقاربة تتوسّع في بيان المقاصد والحِكم التي تتحقق بحسن تنزيل وتفعيل فريضة الزكاة في المجتمعات المسلمة