الأمن الطاقي في أوربا ومستقبل العلاقات الجزائرية -الأوربية

إن التطور الاقتصادي الذي عرفه العالم، جعل الشراهة تزداد يوما بعد يوم. ولعل الاتحاد الأوربي من التكتلات الدولية التي كان هاجس الطاقة فيها عنصرًا من عناصر الارباك الأمني. فانتهجت استيراتيجيات كبرى قصد تجسيد مشهد طاقي تواجه به التحدِّيات والأخطار. إن حجم احتياطي النفط وخاصة الغاز، جعل الجزائر في المنظار الأوربي بديلاً من البدائل التي يمكن الاعتماد عليها، خاصة في ظل الوضع السياسي والأمني المتضَعضِعْ في منطقة الشرق الأوسط، والملاسنات السياسية والاختلاف في الرؤى مع روسيا حول العديد من القضايا التي كان فيها الصدام وشيكا. إن مستقبل العلاقات بين الجزائر ودول الاتحاد الأوربي يُقْرأُ من خلال المشاريع العملاقة التي أُنجِزتْ، والمُزمعِ إنشاؤها خاصة في ميدان الغاز الطبيعي، قصد التزود بكميات معتبرة تساهم إلى حدٍّ كبير في الإجابة على الحاجيات الأوربية من طلبها لهذا المورد النظيف. وعليه فإن هذا الكتاب، ينشد عرض المقاربات الأوربية لتجسيد الأمن الطاقي، والاجابة على الإشكالات التالية: ماهو مستقبل دور متغير الغاز في صناعة شكل العلاقات الجزائرية-الأوربية، وأهمية شبكة الأنابيب الرابطة بينهما؟ كيف يمكن للجزائر أن تُوظِفَ هذه الورقة في ملفاتها التفاوضية المتباينة،وإنجاح استيراتيجياتها التنموية التي تعتبر تحديا ليس من السهل التغلب عليه.