حروف الطّلب بين النّظام والإنجاز

اخترنا تناول البحث في نظام الجملة الإنشائيّة الطّلبيّة والّتي من خلالها سنعمل على استقراء جهود بعض اللغويين مستندين في ذلك إلى مرجعين يشهد بمكانتهما في التّراث النّحوي والبلاغي، وهما كتاب " مفتاح العلوم" للسّكّاكي و كتاب"مغني اللّبيب " لابن هشام. و تكمن قيمة هذا البحث في كونه دراسة لواقع أساليب الطّلب عند النّحويين والبلاغيّين أو بمعنى أدق دراسة واقع حروف الطّلب في الأمر والنّهي والاستفهام والنّداء والتّمنّي ، وما تخرج إليه هذه الحروف من معانٍ أول إلى معانٍ ثوانٍ تستفاد من السّياق أو عوامل أخرى سنفصّل القول فيها في ثنايا هذا البحث. وقد سعينا في هذا البحث إلى دراسة مفهوم الجملة الطّلبيّة وعملنا على تبيّن حروف الطّلب بين النّظام والإنجاز وتبيّن خصوصيّة كلّ حرف بمعاني مختلفة تباين في شأنها موقف النّحاة والبلاغيّين . فتوصّلنا إلى جملة من النّتائج أهمّها أنّ السّياق والمقام هما المحدّدان لهذه المعاني ، لتكون المعاني الأول بذلك عبارة عن جسر عبور للمعاني الثّواني الّتي تستفاد من المقام والسّياق فالمعنى الثّاني عميق يتعلّق بالأول ويتّسق معه، والغوص في المعنى الأوّل وسياقه يوصلك إلى المعنى الثّاني ، والنّظم هو المحدّد والموجّه للدّلالة لا النّظام ، لكن لا وجود للنّظم خارج النّظام .