لقد ارتبطت الثورة التونسية بمفهوم "التشغيل" الذي يعتبر المصطلح الأكثر استعمالا في التحليل والتفكيك السوسيولوجي لهذه الثورة.. بما أن "التشغيل" يمكن أن يكون المحدد المفصلي في تفجير الثورة التي يمكن اعتبارها كرد فعل سلوكي على ظاهرة اللاشغل التي استفحلت في الشباب التونسي حتى فجرت داخله طاقة جاءت كرد فعل على العنف المعنوي الذي مارسته الدولة والمتمثل في التهميش وتعطيل الكفاءات. وبعد سنوات من تتويج الثورة نلاحظ أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يتدهور.. حيث استفحلت نسبة البطالة حتى أننا لا نكاد نسمع عن انتدابات إلا ضمن القطاع الحكومي.. والحل الأول للسير بالثورة نحو نجاح مرتقب هو البحث في ميدان التشغيل، ومحاولة إيجاد مخرج لآلاف العاطلين عن العمل يزداد احتقانهم في كل يوم.. هذا الحل، وإن فشل الجميع في استنباطه، لابد أن يجتهد الفاعلون داخل المؤسسة البحثية التونسية للخروج بحل إما اقتصادي يساهم في الرفع من التشغيلية، أو سوسيولوجي للمساهمة في تقليص وطأة البطالة والتخفيف من حدتها.. فمن الأجدر على الباحثين التعامل مع مسائل التشغيل والبطالة عبر إيلائها مكانتها الحقيقية، باعتبارها ظاهرة مفصلية في المجتمع التونسي، ومتواجدة بقوة في جميع استحقاقات هذا المجتمع ومحددة لمختلف الظواهر الاجتماعية السلبية الأخرى التي تنقص مع تناقص نسب البطالة وترتفع بارتفاعها.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-3-330-97113-4

ISBN-10:

3330971134

EAN:

9783330971134

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

الطيب الطويلي

عدد الصفحات:

52

النشر في:

20.06.2017

الصنف:

Sociology