التراث المصري في كتابات الرحالة في العصر الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم إن التراث المصري الخصيب الذي يضرب في اغوار السنين كان جاذباً لكل الرحالة في العصر الحديث خاصة منذ ان اصبحت ولاية عثمانية في عام 1517م، فلقد زارها الاوروبيون منهم في احلك الاوقات واكثرها خطورة عليهم، فلقد ساقهم اليها شغفهم بتلك الارض التي تحدثت عنها الكتب المقدسة، والتي روى الكتاب الكلاسيكيون اخبارها واعجبوا بعظمتها وطبائع اهلها، لقد أتو إلى هنا على اختلافهم سواء كانوا اوروبيون او عرب او حتى من الهند او روسيا لكي يطئوا حيث وطئ الانبياء ويزورا المواقع المقدسة، الا انهم بعد ذلك انتبهوا الى تراث ملموس من آثار تأخذ بالألباب ،كما انبهروا بتراث غير ملموس يتمثل في العادات والتقاليد وغيرها من عالم قد انغلق على من فيه، حتى اتى الرحالة من ارجاء الدنيا ليدونوا ما رأوه، إن اعداد من زارو مصر ابدا ليسو بالقليل وكتاباتهم ما زال معظمها لم يصل الينا، لذا فإن هذه الدراسة حاولت ان تجد سبيل بين ما هو متاح من كتاباتهم لتلقي الضوء على اهم ما رووه حول مصر وتراثها خاصة ما هو مرتبط بما هو مازال موجودا حتى الان على ارض مصر، فهذه الدراسة تأخذك في رحلة عبر مصر ومدنها حيث وطأ الرحالة وطافوا وتحكي لك عن مشاهداتهم واهم ملاحظاتهم ومحاولة المقارنة بينهم، بالاضافة الى محاولة اعطاء صورة كاملة عن هؤلاء الرحالة وظروف زيارته لمصر واسبابها، فهي رحلة في سير شخصيات ورحلة في تراث مصر المبهر الرائع