محطات في تاريخ الجزائر من خلال الأرشيف والكتابات الفرنسية

يكتسي استعمال الوثيقة في الدراسة التاريخية أهمية بالغة، حيث يضفي على النتائج المتوصل إليها نوعا من المصداقية، لذلك كان اعتمادنا - في دراسة مواضيع هذا الكتاب – على الوثائق الأرشيفية خصوصا تلك المحفوظة في دور الأرشيف الفرنسي. كما استأنسنا ببعض الكتابات الفرنسية، وكان هدفنا هو رؤية تاريخنا من الزاوية التي يوفرها الآخر وبذلك يتسع حقل الرؤية وتتضح معالم الدراسة التاريخية أكثر فأكثر. غير أن هذا الاعتماد على "الآخر" لا يعني بالضرورة قبول كل الطرح الذي يقدمه دون تمحيص ولا تدقيق. فتاريخ الجزائر ساهم في كتابته السياسيون والعسكريون والأطباء والرحالة ورجال الإعلام فضلا عن المؤرخين المختصين. ولطالما روّج هؤلاء وهؤلاء لفكرة "الجزائر الفرنسية" وعملوا على إيهام الجزائريين أن فرنسا أحق بامتلاك الجزائر، وأن "النظرية السلتية" أجدر بالتصديق. والأرشيف من جهة أخرى وسيلة فعالة لإثبات الحقائق ودحض الأكاذيب، حيث يُستخدم لفضح مخططات الإدارة الاستعمارية وممارساتها كما هو الشأن بالنسبة لارتكاب المجازر وقهر القبائل والتضييق على الشعب الأعزل. كما يمكّن الأرشيف أيضا من إبراز قوة المقاومة وبسالة أهلها ويسمح بتتبع مراحل النضال لتجاوز المرحلة الاستعمارية، ولعل ذلك كله بارز في مجموع المقالات المنشورة ضمن هذا الكتاب.