القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض

الشعر يرتب إيقاع الذات في الوجود كما يرتب إيقاع الوجود في الذات، فالشعراء كما يقول باشلار يتحدثون على عتبة الوجود، ومن هنا كان البحث في الشعر بحثا في الوجود، سواء أكان هذا الوجود في اللغة أو المعنى، وفي هذا الكتاب نحاول أن نستقرئ هذا الإيقاع بين الشاعر والنص والوجود، عبر الكشف عن العلاقة الجدلية بين الغنائية والغموض في القصيدة الحديثة ولم نشأ أن نفرد مساحة واسعة للتنظير النقدي لأن ذلك قد يربك البحث في تشعبه النظري، بل أردنا أن نختبر هذا المفهوم الجمالي في القصيدة الحديثة عبر الإستجابة لمعطيات النص الشعري أي عبر الإستجابة التطبيقية لجمالية القصيدة الشعرية ما يضيّق المسافة بين المتلقي والرؤى النقدية والشعرية،كما أنه ينسجم مع منهجنا النقدي في اختبار النظرية في النص وليس اختبار النص في النظرية.