سكن وذاكرات

المسكن التقليدي بقبلّي القديمة فضاء سكنيّ وضعت خطوطه العريضة بيئته ورسمت ملامحه خبرات متوارثة جسّدت "بتصاميم". لعلّ صياغة أنماطِ العملّية الإنشائيّة أو صياغة الأشكال في هذا النّتاج التقليدي ليس مجرد مجموعة من العوامل بل هو نظرة للحياة، ومن ثم أسلوب للإبداع والفعل تنبع من تراكم جهد واجتماع تجارب وخبرات أجيال متعددة تتواصل في استمراريتها عبر السّنين ليكون المسكن ذلك الإطار الذي يوحّد رُؤى الفرد كما المجموعة تحت سقف المجال البيئي. بناءات قبلي القديمة ليست خطابا منغلقا على الهندسة والكتل والخامات ما يحكمها تجاوز المعروف المتداول من أساسيات "البناء" وقواعد التأسيس ليكون المحيط من حولها هو المؤسّس وهو الحَكَم، يعوله في ذلك منطق التبادل الدائم مع الطبيعة... بناءات احتوت على فكرة النمو والتطور كوجود "حي". أصبح بموجبها المسكن هيكلا لا يتجزأ من الطبيعة وهي التي تشكل صورته النهائية. أمامي الكلّ يستدعي: سكن ومجال وفعل إنساني... أُنافِضُ الفضاء، أناظر الظاهر وأسترق نظري لما حُجب عنّي علّني أًصيب...يضعني المُعطى في المسائلة، هو سكن في تطوّر وتحوّل دائم حتى في رحلته من مُستقرّه "قبلّي القديمة" إلى "قبلّي الجديدة" حاملا معه موروثا متجدّد.