قراءات في المُؤلَّف الرُشدي

إنَّ النصوص التي انتخبناها في هذا المؤلَّف جاءتْ كتعبيرٍ عن دور النظر الفلسفي في قراءة المتون الرشدية بجيمع قطاعاتها العلمية، وقدرتهِ على البحث في الأصول الأنطولوجية والأبنية المعرفية أكثر من العناية بالأبعاد التاريخية والاجتماعية والأيديولوجية بالرغم مما لهذه الأخيرة من أدوار هامة في تشكيل الفلسفة ونموها. وبهذا الاعتبار،فإنّ العناية بالمقاربة الفلسفية هو ما أكسبَ النص الرشدي دلالته العميقة وخلوده الأبدي،بل فوق ذلك كلّه معادوة النظر فيه في كلّ حقبة تاريخية. لنقلْ إذاً، إنّ المقاربةَ الأيديولوجية والسياسية لفلسفة أبي الوليد قد تنتهي إلى أفق مسدود على عكس زمن النظر الفلسفي الذي يحققُ بالفعل استمرارية القول الرشدي في تاريخ الفلسفة. وحسبنا القول إن اهتمام هؤلاء الباحثين والأكاديمين العرب المعاصرين الذين عزمنا على مراجعة مؤلفاتهم الرشدية قد انحازوا إلى المقاربة الفلسفية النص الرشدي ومفاهيمه وقضاياه من قبيل النظر في: الجدل والبرهان والميتافزيقا والمقولات والتمثيل والقول الخطبي...إلخ،وهي قضايا لم يكن بالامكان استنفاذ النظر فيها .بقدر ما هي مواضع خصبة و مناطق جديدة وجادة من القول الرشدي.