حقوق الأقليات وأثرها في المجتمع من الناحية الشرعية

لا شك إن الله سبحانه وتعالى خلق الكون وبما فيه من الكائنات الحية وجعل الإنسان من خير أصنافها بعد أن خلق له البيئة المناسبة للعيش على الأرض بأمان ونعم مملوءة بالبر والتقوى وأمر بحفظ مصالحهم وجعل عقوبات لكل من يعتدي عليها بدون وجه حق، إلا أنه بعد أن توسعت الأمم والمجتمعات واختلاف طبائع الملوك في حفظ مصالح رعيتهم كثرت حوادث ومشكلات واختلافات تتعلق بالأمور الدنيوية والدينية، لذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى كان يبعث فيهم رسولا يتلوا عليهم آيات الله ليعلمهم بأمرين: الأمور الدينية والأمور الدنيوية وذلك لكسب الدنيا والآخرة؛ لأن الله ذو خبرة بمصالح العباد حيث لا يخفى عليه الخافية، أما الدنيا هي التنعم بما وهبه الله له والتمتع بها ضمن إطار رسمه الله لكل بشر لا يجوز تعديه، أي- كل محافظ على ما يوجب له ضمن حقوقه الخاصة وعلى ما يوجب لغيره ضمن الحقوق العامة، والله سبحانه وتعالى له مقاصد في ذلك كلها ترجع للإنسان بجلب منفعة له ودفع مضرة عنه ليتمكن من العيش باستقرار وأمان محافظا على حقوقه وكرامته وما تترتب من النتائج الإيجابية الأخرى، إذن غاية الإنسان ليس العيش في الدنيا فقط؛ بل ما يقدمه من المنافع لنفسه وللآخرين ليصبح عضوا فعالا ومؤثرا يستفاد منه في المجتمع في الإصلاح والخير لا للشقاق والشر، لذلك نظرا لأهمية حفظ الأمن والاستقرار في البلدان لتحقيق العيش السليم وتنظيم المجتمع .