فيزياء العقل البشري

هذا الكتاب؛ محاولة لرصد العقل البشريّ من منظورٍ فيزيائي باعتبار الإنسان كائناً فيزيائياً وخلية حية في نسيج الكون. في محاولة لفهم آلية العقل وحل ألغازه والوقوف علي ماهية العمليات العقلية العليا وتصنيف الظواهر العقلية بين الفكر والوجدان والإدراك والمعني الوهمي للذاكرة. فهذا الكتاب يطرح نظرية جديدة لعلم النفس ترتكز علي آلية الاندماج بين مسارات الفكر والوجدان وما يترتب عليه من ظواهر عديدة أخصها الوعي والإبداع والآلام النفسية والبدنية والمختلطة. وانطلاقاً من هذه الرؤية يمكننا التعرف علي ظواهر العقل فكرياً ووجدانياً ومن ثمّ التفرقة بين نوعي الاكتئاب الفكري والوجداني والدائرة السيكيولوجية لكلٍ منهما، بما يؤكد أن الاكتئاب بنوعيه هو حالة معيشية للعقل وضرورة حتمية، هذه الضرورة الحتمية فرضتها فيزياء العقل. هذه الفيزياء العقلية طالما توارت عن وعينا خلف ظلالها وصورها المزيفة، سيما وأن هناك الكثير من قوانين العقل لاتزال مفقودة فيما وراء الطبيعة. وهذا ما جعل الإنسان يتصوّر أن له إرادة حرة ومستقلة عن فيزياء الطبيعة وأن له مشاعر إنسانية لايمكن إخضاعها لمعايير الفيزياء الحتمية. لكن البحث والحوار العقلي جديرٌ باجتياز تلك المرحلة وإثبات الطبيعة الإنسانية بما يمكن معه تفسير الإرادة والشعور الوجداني وفقاً لقوانين الطبيعة الحتمية، خاصة عندما يبرز البحثٌ نتائج مُثيرة أخري.