الاصلاح الديني في الفكر السياسي الاسلامي المعاصر

يعد الإصلاح الديني من الموضوعات التي تحظى باهتمام الباحثين والدارسين في البلدان الإسلامية, لأنه وبناءً على نتائجه سيتقرر مستقبل هذه البلدان. فمن المعروف أن المجتمعات الإسلامية ومنذ زمن بعيد تعاني من مخاض عسير, لم تتوضح نتائجه حتى الآن, فالمجتمع الإسلامي المتطور لم يولد بعد. فعلى الرغم من الجهود التي بذلها الرواد الأوائل لعصر النهضة في القرن التاسع عشر, وأتباعهم في هذا الاتجاه, إذ ما تزال أكثر خصائص هذا المجتمع مرتبطة بقيم ومفاهيم عصور أوسطية, لاسيما من الناحية الدينية تمنعه من التطور والإنعتاق من قيود التخلف والانحطاط المزمنة. وترجع أسباب هذه المعاناة إلى طبيعة التحديات الداخلية والخارجية, والإحباطات الكثيرة التي واجهها المسلمون في تاريخهم الحديث والمعاصر. لقد كان السؤال المطروح بإلحاح أمام الجميع يدور حول كيفية الخلاص من براثن التخلف والانحطاط اللذين يعاني منهما المسلمون في البلدان كافة, والوسائل الفعالة لمواجهة تحديات الاستعمار الغربي الناشط في كل الاتجاهات, ومن هنا كان لابد من معالجة أسباب التخلف والانحطاط هذه, من خلال إصلاح شامل للأسباب, ومحاولة اللحاق بركب التقدم.