فصول في فلسفة المعنى

يبحث هذا الكتاب في قضايا الفهم والتأويل وقراءة النصوص: فمن تجاوز المسلّمة التي تقول بضرورة إعادة بناء المعنى (معنى المؤلِّف) بأمانة بحيث يتطابق فكر المؤوِّل مع فكر المؤلِّف فيصبح وكأنه هو نفسه صاحب النص (نقد شلايرماخر)، إلى بيان التفرقة الشهيرة بين علوم الفكر (أو الروح) وعلوم الطبيعة بحيث تعتمد الأولى على الفهم والثانية على الشرح ومن ثم تكريس منطق الثنائيات (نقد دلتاي)، إلى كيفية البحث في إجراءات الفهم مما أثار إشكالية المعنى والدلالة من وجهة نظر الذات المؤوِّلة ومن ثم رسم معالم الفهم الأصيل عند (هيدجر وجادامر)، إلى بيان أن النص يتبدى في صراع تأويلاته وتنافر دلالاته على اعتبار أن كل تجربة هرمنيوطيقية تهدف إلى فهم معنى النص بالدرجة الأولى أما الاهتمام بما أراده المؤلِّف فتلك مسألة ثانوية بالنسبة للهرمنيوطيقا (پول ريكور)، إلى رحلة البحث عن معادلة التكافؤ بين مقاصد ثلاث: مقصدية المؤلِّف ومعطيات النص ودور القارئ (أمبرتو إيكو)، إلى بيان إمكانية زحزحة النص إلى الأمام فوق النوايا والمقاصد المصرح بها من قبل المؤلِّف ومن ثم نسف فكرة الحقيقة والإعلان عن ولادة جديدة للنص بوصفه لعبة حرة من الدلالات قد تصل حد التلاشي مع (جاك دريدا). حول هاته المسائل وتلك تدور أهم فصول هذا الكتاب.