فلسفه الألعاب الأولمبية الحديثة

إن الألعاب الاولمبية مسألة بالغة الجدية وهي ليست وليدة الصدفة، إذ انها تستحق منا أن نقوم بدراستها دراسة علمية لا تقل عن مجالات قام بها متخصصون بدراسات تحليلية لها مثل الأديان أو المذاهب السياسية والاقتصادية أو الظواهر الطبيعية والأعراض النفسية. إن أي أمر يشغل الجماعة الإنسانية بهذا القدر ويأخذ منها كل هذا الوقت والعناية والاستثمار والمناقشة يستحق أن نفهمه ونستوعب أسبابه وخصائصه لكي نفهم عن طريقه أنفسنا وطبيعتنا البشرية بشكل أعمق. فاليونانيين مثلا ارتبطت الاولمبياد لديهم بمعانٍ وقيم لم تكن مجرد رياضة تُمارس بل ارتبطت بالمثيولوجيا اليونانية القديمة. وإن أقرب الأمثلة لهذه المفاهيم هي سباقات الجري التي خَلدت لذكرى انتصار الأثيني (490)ق.م على الفرس في إحدى أعظم معاركهم التاريخية في سهل ماراثون (Marathon)، حيث كانوا قلة قليلة أمام جيش الفرس الذي يُعادل عشرة أضعاف جنودهم إلا أنهم انتصروا بفضل التخطيط الحربي الذي كانوا يمتلكونه ومع انتصارهم غير المُتوقع انطلق احد الجنود يُسابق الريح إلى أثينا لإبلاغهم نبأ النصر في قرية ماراثون فأقام اليونانيون مُسابقة الجري في الألعاب الأولمبية تخليداً لذكراه! حيث انطلقت الألعاب الأولمبية القديمة من بلاد الإغريق.