المقوّمات العَقَدية والفكرية للسّلْم المدني في السُّنّة النبوية

يعاني العالم اليوم اختلالاً كبيراً في السّلْم المدني؛ بكافة صُوَره وأشكاله ، ويتم انتهاك هذا السّلْم بالاعتداء على الإنسان ، و تهدم البيوت وتقتلع الأشجار و تدمّر الموارد الاقتصادية ، إلى غير ذلك من صور الاعتداء؛ التي أصبحت عنوانا للحضارة المعاصرة ،وتضطرب الأمور؛ وتختلّ موازين السلام . وفي الوقت الحاضر تعقد مؤتمرات، وتقام المحاضرات والندوات، وتلتقي دول ومنظمات؛ لمنح العالم السلام الذي يتطلّع إليه؛ ليعيش الناس في أمان على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم. ولكن أغلب هذه الجهود لم تمنح العالم ما يصبو إليه، فما زال العالم يعيش في خوف وقلق واضطراب. و تشن حملات ظالمة على الإسلام بأنه ينتهك هذا السّلْم ويشجع عليه ، وهي حملات غير منصفة ، أساسها الجهل بالإسلام والعداوة له ، والسعي إلى تشويه صورته الناصعة . والحقيقة أن الإسلام جاء ليحفظ السّلْم ويحقق السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة؛ بدون تمييز أو تفريق بين إنسان وإنسان؛ انطلاقا من عالمية الإسلام ونزعته الإنسانية، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة للبشرية جمعاء. وقد جاءت السنة النبوية بمنظومةٍ شاملة للتأكيد على أن السلام ركيزةٌ أساسية في السُّنة النبوية.