المنظور الإسلامي للأمن الإنساني

الأمن ظاهرة ارتبطت بالحياة والمخلوقات على وجه العموم سواء حيوانات أونباتات، مجهريه كانت أو مرئية، فهي تكافح للحفاظ على بقائها وتحقيق الأمن والسلامة لها كلازمة لبقائها واستمراريتها. ولما كان الإنسان هو أرقى هذه المخلوقات فكراً وتمكيناً، فقد أصبح من أوجب واجباته أن يحقق لذاته أمناً يحافظ به على حياته واستمراريته، فانصب بذلك تفكيره في تأمين نفسه والجماعة(القبيلة) التي يعيش بينها ليتطور الأمر إلى كيان ودولة حديثة يأوي إليها، ليتطور مفهوم الأمن تباعاً. في مجال التوصل إلى مفهوم متفق عليه "للأمن"، فإنه يجدر بنا التعرف على ذلك المدلول في إطار المدارس الفكرية المعاصرة وهذا ما ناقشه هذا الكتاب الذي تناول مفهوم الأمن الإنساني من منظور إسلامي ويتجلى بذلك عمق الفهم الإسلامي للأمن الإنساني فمجالات الأمن هنا ليست محدودة كما جاءت بتعريف الأمم المتحدة ، فالإسلام مفهوم الأمن الإنساني فيه يتجاوز ذلك ،فكل فساد وإفساد في الأرض يهدد الإنسانية ،فقد رسم الإسلام منظومة لحفظ الأمن الإنساني تبدأ من الفرد فالمجتمع فالدولة وأحاط هذه المنظومة بدوائر تشريعية تجعل من المحافظة على هذا الأمن فعلاً يرقى إلى العبادة لذلك كثيراً ما ارتبطت الآيات التي تتحدث عن الأمن في القرآن بالإيمان فالأمن الحقيقي لا يتحقق إلا بالإيمان