قصة النبي اسماعيل -عليه السلام - بين الثابت القرآني و المتحول الشعبي

إن دراسة القصص القرآني وتحليل آياته، واستجلاء معانيه، تعين القارئ على فهمه والتعرف على بيانه، فيزيد المتدبر فيه إيمانا ويقينا بعظمة هذا الكتاب وإعجازه مما يجعله يفكر في نسج قصصه بطريقة شعبية كي يصل صداه وعبره إلى المتعلم وغير المتعلم فالقصة القرآنية تعد – بحق- أفقا واسعا ومضمارا شاسعا بوصفها فنا أدبيا جميلا يتطلع لبحوث أكثر دقة وعمقا ، والملاحظ على القاص الشعبي أنه استقى متنه وأحداث قصته الشعبية من "القرآن الكريم"، في حين نجده يتناقض مع النص الأصلي أحيانا وبالتالي يتلف الحقائق ويغوص في الخيال مما يؤدي به إلى تشويه القصة القرآنية. بالرغم من أن العديد من الباحثين والعلماء قد لجؤوا إلى عالم المقارنة والتفسير والتحليل في عالم القصص إلا أنه ما يزال معرضا للتغيير والتحوير مما يؤدي إلى تغير مجرى القصة وهدفها والغرض الذي تطمح إلى الوصول إليه وأقصد النص الشعبي. لقد أبرزت الدراسة التحليلية الجمالية للقصة عامة ذوقا أدبيا وإعجازا فنيا، حيث اعتمدت على وسائل تعبيرية كانت أساسا وقاعدة في بناء الأسلوب، وتتجلى في طريقة التشخيص والتجسيم للأحداث والإيجاز الذي بلغت به حد الروعة، هذا فضلا عن ملاءمة الكلمة لسياقها في المعنى ،إن المقارنة بين القصتين القرآنية والشعبية جعلتنا نستخرج الحقائق والخبايا ثم الكشف عن اللب والجوهر الثابت الذي تكتنزه كل من القصتين، ومدى صدق الأولى عن الثانية.