التحيز ضد اليهودية

رغم أن ثقافتنا العربية المعاصرة أدركت ظاهرة التحيز وعانت منها وواجهتها إلا أننا لم نكن بريئين من التحيز، فكنا كمن يرى الشعرة في عيون الناس ولا يرى العود في عينيه. ظاهرة التحيز كانت ضد اليهودية، عند طائفة من الكتاب المعاصرين، لأسباب ليس من الصعب اكتشافها. لقد توسع التحيز فبدأ من الطعن في كل ما يتعلق باليهودية، تاريخها وكتابها ونيها حتى وقع المتحيزون في الطعن في دينهم أنفسهم. رغم فهمي التام لأسباب ظاهرة التحيز ضد اليهودية إلا أنني بقيت متعجبا من حجمها. لم يقتصر التحيز على السياسيين، بل شمل علماء مقارنة الأديان وعلماء الدين، والصحفيين والأدباء والمفكرين والمثقفين؛ طبعاً والسياسيين. ولم يقتصر على بلد دون بلد، بل وقع فيه المصريون وغيرهم، ولا مذهب دون مذهب، بل شمل المتدينين والعلمانيين، واليساريين واليمينين، والقوميين والوطنيين. إن الدين عند الله الإسلام ويشمل هذا الاسم كل ما نزل من عند الله من رسالات، فيشمل اليهودية والمسيحية والإسلام. والتحيز ضد واحد منها هو تحيز ضد النفس وطعن في النفس. رغم وجود أسبابه عند المتقدمين، إلا أن التحيز كان في المعاصرين دون المتقدمين!! فبينما كان المتقدمون موضوعيين عندما كتبوا عن اليهودية؛ لم يكن المعاصرون كذلك. و"التحيز" اتجاه سلبي نحو شخص آخر بسبب المعتقدات أو المشاعر أو النوايا .