الدولة المدنية بين اللفظ والدلالة

هدفت هذه الدراسة إلى توضيح مصطلح الدولة المدنية من حيث نشأة هذا المصطلح وأصله ومفهومه، وأبرز مبادئ ومقومات الدولة المدنية، وما يتوافق من ذلك أو يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي، وبيان هل الدولة في الإسلام مدنية أم دينية، وقد سلكت في ذلك المنهج الوصفي القائم على الاستقراء وتتبع الأدلة والآراء وتحليلها واستنباط مقاصدها للتوصل إلى تحقيق أهداف الدراسة، وقد خلصت الدراسة إلى أن الإسلام قد سبق الحضارة الغربية بالمناداة بكثير من جوهر تلك المبادئ التي ينادون بها، ومع كونها أحياناً شعارات فضفاضة يتغنى بها الغرب ويخالفها في واقعه العملي، ولكن كثيراً منها إجمالاً لا تناقِض مقاصد الشريعة الإسلامية إن لم تكن مما أقرته الشريعة ودعت إليه، كما أنه لا مانع من استفادة المسلمين من التجارب الحضارية لغيرهم مادام ذلك ملتزماً بالضوابط الشرعية ولتحقيق صالح المجتمع وتقدمه، ولا مانع من تطبيق مثل تلك التجارب في بلادنا الإسلامية بتلك الضوابط بدلاً من التيه في دوامة الصراعات الأيديولوجية والطائفية المختلفة التي كلفت الأمة الكثير، وتوصلت الدراسة إلى أنه لا وجود للدولة الدينية بمفهومها الغربي في الإسلام، وأن الدولة في الإسلام مدنية السلطة، دينية التشريع، أو" مدنية بمرجعية دينية"، واختتمت الدراسة ببيان بعض العوائق والصعوبات التي تحول دون تطبيق مثل هذه الأنظمة في بلادنا العربية والإسلامية، ثم الاستنتاجات والتوصيات