الدولة والحداثة في الفكر السياسي العربي المعاصر

يُعدّ عبد الإله بلقزيز من الشخصيات القومية العربية المعاصرة التي ذاع صيتها بشكل كبير في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اذ ناقش عدداً من القضايا الاشكالية المهمة في الفكر السياسي العربي المعاصر كالدولة والحداثة والقومية والعروبة والديمقراطية والمجتمع المدني والعلمانية والشرعية والثورة والتراث وغيرها من موضوعات الفكر السياسي العربي المعاصر. وقد تعدّدت الرؤى والأطروحات الفكرية لبلقزيز في المجالات السياسية والفلسفية والثقافية والأدبية والإسلامية كافة، وكان من ابرز هذه الأطروحات الفكرية أطروحتا الدولة والحداثة ، إذ يمكن عدّ اشكاليتي الدولة والحداثة من بين اكثر الاشكاليات تعقيداً والتباساً في الخطاب السياسي العربي المعاصر، إذ لم يجهد الباحثون العرب انفسهم في إيلاء اشكاليتي الدولة والحداثة ما تستحقانه من البحث العلمي والدراسة والاهتمام؛ على الرغم من تعدد الكتابات في موضوعي الدولة والحداثة، ومع هذا فان الدولة بقيت مفهوماً متماهياً مع مفاهيم أخرى كالسلطة والحكومة والأمة وما أشبهها، وينطبق الحال أيضاً على الحداثة؛ إذ بقيت مفهوماً ملتبساً بمفاهيم أخرى في الوعي الجمعي العربي كالتحديث والمعاصرة والحداثوية وما شابه ذلك، ولذلك اهتم بلقزيز بهاتين الإشكاليتين واحتلتا مكانة متميزة في نتاجاته الفكرية ؛ لما للدولة والحداثة من تأثير كبير في الشعوب بصورة عامة؛ وفي الشعوب العربية بصورة خاصة.