النفي والمنفى في المسرح

تشكل المرجعيات المعرفية للكتاب المسرحيين العراقيين في المنفى دلاله متميزة، لأنها مخزونهم من تراث وموروث وذكريات الطفوله وما يذكرهم بوطنهم الذي تركوه قسراً ومرغمين على ذلك، فبقيت ذاكرتهم تعيدهم دائماً الى ذلك الوطن البعيد جغرافياً والقريب من قلوبهم ووجدانهم ومشاعرهم، لذلك قام هؤلاء الكتاب ببث تلك المرجعيات بوساطة نصوصهم المسرحية التي الفوها في المنفى. من هنا يظهر دور الكاتب المسرحي المنفي الذي يحاول بث الحياة من جديد في تلك النصوص، محملاً إياها بالقيم والمضامين الإنسانية والفكرية والوجدانية بصيغة درامية يكسوها قالب المعاصرة فكرياً، أي نقل أفكاره وما تحمله من قيم على الواقع المعيش، ومن هذا المنطلق سعى الكاتب إلى دراسة موضوعته الموسومة (المرجعيات المعرفية للكتاب المسرحيين العراقيين في المنفى) كماتجلت أهميته والحاجة إليه بوصفه يدرس المرجعيات المعرفية للنص المسرحي العراقي منذ ثورة العشرين في العراق بين واقعها التاريخي وما تحمله من أفكارٍ وقيمٍ ومعانٍ في زمنها المعيش آنذاك والمعالجة الدرامية لها في الوقت الحاضر لاسيما في نصوص الكاتب العراقي في منفاه على اعتبار انه بقي محتفظا بتلك المرجعيات بعد اختياره المنفى، اضافة الى ذلك فهذا البحث يعرفنا بأسماء الكتاب العراقيين المنفيين واماكن اقامتهم وجميع نصوصهم هناك فضلاً) والوقوف عند ابرز مرجعياتهم المعرفيه والتي لم يتسن للمؤلفين دراستها.